للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - التأكد من سلامة الرسول

كذلك إذا كان نبأ إشاعة مقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد فت في عضد جند الإسلام وحطم معنوياتهم، فإن سماع الجند المطوقّ صوته، وهو يناديهم، ومعرفة مكانه، قد أعاد إِليهم روحهم المعنوية وشحن نفوسهم بالعزيمة والإقدام، مما جعلهم يضربون صفوف المشركين المحيطة بهم (بضراوة وعنف) ثم يهتكونها ويشقون طريقهم نحو نبيهم المحبوب، غير مبالين بالضحايا الذين سقطوا أثناء عملية التخلص هذه.

ولو لم يعرفوا مكان نبيهم القائد ويتأكدوا من سلامته لزاد ارتباكهم واشتد اضطرابهم ولساعد ذلك المشركين في التنكيل بالقوة المسلمة المحصورة، ولصعب على المسلمين أن يجمعوا شتاتهم ويعيدوا تنظيمهم بالطريقة السريعة المعروفة التي ساروا عليها في ذلك التجمع والتنظيم، لأن اختفاء القائد العام (في مثل تلك الظروف الحرجة للغاية) يكون له أسوأ الأثر في نفوس عامة الجيش الذين طالما كان اختفاء قائدهم العام سببًا في سحقهم والقضاء عليهم.

ولهذا تجلت عبقرية الرسول العسكرية وبراعته القيادية. يوم أن وقف في تلك اللحظات الحاسمة (مخاطرا بحياته) ونادى جمهرة جنده المحصور بأعلى صوته ليدلهم على مكانه "هلموا إليّ أنا رسول الله" فكان لسماع ذلك الصوت الحبيب أعظم الأثر في تخليص المسلمين المطوقين أنفسهم من قبضة العدو.

٦ - العقيدة

أما العقيدة، فلعله من تحصيل الحاصل (بالنسبة للمسلمين)

<<  <  ج: ص:  >  >>