والحقيقة أني كنت أميل إلى هذا الرأي وقد رسمت خارطة المعركة (أول الأمر) على أساس أن معسكر قريش كان غربي جبل الرماة وأن المعركة قد دارت هناك وذلك على أساس القراءة المجردة لتفاصيل المعركة ومقدماتها في أمهات التاريخ.
ولكنني عندما ذهبت إلى المدينة (خصيصًا) لأتفقد مواقع المعركة وقمت بدراسة المنطقة فتسلقت جبل أُحد، وجلت في أنحاء الوادي، وتسلقت جبل الرماة، رجعت عن الرأي الأول، فبدلت خارطة المعركة ورسمتها على أساس أنها دارت شرقي جبل الرماة، وقد كنت (ساعة تفقد مواقع المعركة) أصحب أحد الإخوة الكرام من أهل المدينة ومن ذوي المعرفة بتاريخ تلك المنطقة، فأكد لي أن المعركة إنما دارت شرقي جبل الرماة وعضد رأيه بحجج اعتبرتها (يوم ذاك) من الناحية الاستراتيجية وجيهة فكان هذا أول تحول عن الرأي الأول.
ومما جعلني أرجح - من الناحية الاستراتيجية فحسب - أن المعركة دارت شرقي جبل الرماة:
١ - أن المكان الواقع اليوم شرقي جبل الرماة أصلح للقتال (بالنسبة لجيش مكة الضخم) من المكان الوقع غربيه وذلك لسعة المكان الواقع شرقي الجبل وصلابة أرضه وعدم وجود أي عائق طبيعي ذي بال ... ورخاوة المكان الواقع غربي الجبل وكثرة العوائق الطبيعية، مما يجعل قريشًا تفضل نقل معسكرها إلى ذلك المكان الواقع شرقي الجبل.
٢ - المسافة التي تقع بين جبل الرماة الذي تمركزت فيه الحامية الإسلامية من رماة النبل وبين سفوح جبل أُحد الشمالية الشرقية بعيدة