بحيث لا تستطيع نبال الحامية السيطرة عليها تمامًا مما يسهل الخيل المشركين التسرب بحرية إلى داخل الشعب لضرب مؤخرة المسلمين دون أن تنالهم نبال الحامية، فاضطرت القيادة الإسلامية إلى أن تحمى ظهرها من الناحية الشمالية الغربية بجبل أُحد وتجعل مضيق وادي قناة الواقع بين جبل أُحد وجبل الرماة تحت سيطرة الحامية المتركزة في جبل الرماة لصد أي هجوم يقوم به الخيالة (عندما يلتحم الفريقان) لضرب مؤخرة الجيش الإسلامي من ناحية الغرب عن طريق المضيق المشار إليه.
هذه هي الأسباب التي جعلتني أرجح أن تكون المعركة قد دارت (أول الأمر) شرقي جبل الرماة، وهي مجرد ترجيحات لا سند لها إلا النظرة العامة لمواقع المعركة .. أما مصادر التاريخ فلم يأت تحديد دقيق فيها بأن المعركة دارت شرقي جبل الرماة إلا أن المؤرخين مجمعون على أنها دارت حوالي جبل الرماة وبالقرب من جبل أُحد، ولا يستبعد أن يكون نطاق المعركة قد اتسع فشمل شرقي جبل الرماة.
وعلى العموم فإنني (كباحث يهمني أكثر من أي شيء نقل الحقائق التاريخية إلى القارئ كما هي) لما تلقيت خطاب الدكتور الفاضل محمد حميد الله واطلعت على ما عقب به الأستاذان الكريمان (الأنصاري والعياشي) أعدت النظر وراجعت موقع المعركة من جديد ودققت في المصادر التاريخية فاتضح لي صحة ما أشار إليه هؤلاء الإخوة الباحثون الأفاضل، لا سيما بعد أن رأيت في طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ٣٩ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل أُحدًا خلف ظهره واستقبل المدينة وجعل جبل الرماة (الجاثم في بطن وادي قناة) عن يساره، وهذا يعني