وكان هذا المنافق المجرم، لا يجد فرصة يكيد فيها للإسلام ويحط من شأن رسالته إلا اغتنمها.
وبينما هذا المنافق الأكبر موجودًا في المعسكر بين قومه الخزرج، إذا بالصحابى الجليل صفوان بن المعطل يمر بهودج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فيقول هذا المنافق (ابن أبي): من هذه؟ . فيقولون: عائشة رضي الله عنها، فيقول المنافق الأكبر: والله ما نجت منه ولا نجا منها، ثم يعقب على ذلك بقوله: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها.
هذه القولة الخبيثة المنكرة، هي الشرارة الأولى التي أشعلت حديث الإفك، فكانت (بسببها) معركة كبرى من الآلام خاضها النبي - صلى الله عليه وسلم - طيلة شهر كامل.
لقد كان حديث الإفك من تدبيرات المنافقين القاتلة، وهو أحد الأسلحة السياسية الكبيرة الفتاكة التي تلجأ إليها عصابة النفاق للكيد للإسلام وتفريق كلمة المسلمين وتفتيت وحدتهم.
ولقد نظم المنافق الأكبر وحزبه حملات واسعة أشاع بها هذا الحديث المفترى، وروج له بدقة وإحكام حتى انخدع به كثير من المسلمين، فخاض فيه منهم من خاض حتى وصل البعض منهم في الخوض في هذا الحديث المفترى، إلى الدرجة التي بها أقيم عليه الحد، كحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، ومسطح بن أثاثة، وقد تضخم حديث الإفك حتى صار شغل أهل المدينة الشاغل.
ولقد آتت مساعى عصبة الإفك والنفاق ثمارها إلى حد بعيد فقد فعلت حملات الإفك الظالمة فعلها المخيف في نفوس المجتمع الإسلامي ..