للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقال يهود كما قال أسلافهم من قبل: {إن فيها قومًا جبارين}.

تُرى! ماذا كان يحدث لو ترك الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام، يهود المدينة المنورة وما حولها، ويهود خيبر، يرتعون ويمرحون، ويغدرون ويدسون، ويخونون ويتآمرون؟ .

إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خاطب يهودًا باللغة الوحيدة التي يفهمونها هي لغة القوة: "الخطة المخزية أو الحرب المجلية" (١)، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

فلماذا يدّعى العرب والمسلمون، بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أُسوتهم الحسنة وقدوتهم الكريمة، ثم لا يتأسون به ولا يقتدون بأعماله؟ .

إننا عرب ولكن من قوارير، ومسلمون ولكننا مسلمون جغرافيون! !

(٣)

في حرب سنة ١٩٤٨ بين العرب ويهود على أرض فلسطين، كنت ضابط ركن جحفل لواء (٢) مستقر في مدينة (جنين)، فلمست حقائق مذهلة عن جبن يهود الأصيل.

قبل الهدنة الأولى التي فرضتها هيئة الأمم المتحدة على العرب، كانت الجيوش العربية على أبواب (تل أبيب) عاصمة إسرائيل.


(١) أما الخطة المخزية فأن يقروا بأن من قتل منهم في النار، ومن قتل منا في الجنة. وأما الحرب المجلية فأن يخرجوا من ديارهم. انظر ابن الأثير (٢ - ١٢٨). وفي البلاذرى (١٠٤) وردت: "الحرب المجلية، والسلم المخزية". انظر التفاصيل في قادة فتح العراق والجزيرة (٨٥).
(٢) جحفل اللواء: مؤلف من مقر اللواء وثلاثة أفواج، مع المدفعية والهندسة والطبابة والنقلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>