خصوم تقليديين للإسلام كبعض الكتاب الغربيين واليهود، ومن تلاميذ لهم (أيضًا) ينتسبون إلى الإسلام حيث زعموا جميعًا أن عملية إبادة هؤلاء اليهود تتسم بطابع الوحشية والهمجية، ولا تتفق مع روح التمدن وحقوق الإنسان، فقد أفردنا فصلًا خاصًّا في هذا الكتاب (وهو الفصل الرابع) تناولنا فيه التهم الموجهة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الخصوم وناقشناها بالتفصيل وأثبتنا بالحجة والبرهان بطلان تلك التهم والانتقادات، وأوضحنا أن إعدام بنى قريظة لا غبار على شرعيته وتمشيه مع قواعد العدالة، وأنه عمل تقره أصول القضاء في جميع الأعراف والقوانين حتى هذه اللحظة، لأنه عقوبة عادلة نزلت بقوم ارتكبوا جرائم ثلاث، لا تزال القوانين الدولية في جميع أرجاء العالم (بلا إستثناء) تنزل عقوبة الموت بمن ارتكب واحدة منها فكيف بمن ارتكبها مجتمعة، كما فعل بنو قريظة.
وفي هذا الفصل (وعند تعرضنا لبحث استرقاق نساء وأطفال بنى قريظة) تعرضنا للرق في الإسلام بصفة عامة وناقشنا التهم التي وجهت إلى الإسلام من خصومه - عبر موقفه من الرق - وأثبتنا أن الإسلام لم يكن المشرع الأول للرق أو مشجعًا عليه بل هو الدين الوحيد الذي حارب الرق بمختلف الأساليب، فردم جميع منابعه ما عدا نوعًا واحدًا أبقى عليه بعد أن حصره في دائرة ضيقة، وهو الرق الناتج عن الحروب العادلة التي يخوضها المسلمون ضد أعداء الإسلام .. هذا النوع من الرق أبقى عليه الإسلام كإجراء حربى مقابل لا بد منه، لأنه معاملة بالمثل لا مناص للمسلمين من القيام بها تجاه أعداء يسترقوق ويستعبدون من يقع في أيديهم من أسرى المسلمين بما في ذلك النساء والأطفال، وأثبتنا في هذا الفصل أن