للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ عدده سبعين ألف مقاتل من الأحباش وأمر قائده بعبور البحر إلى اليمن لمحاربة (ذو نواس) فصدع بالأمر، ولما التقى الجيشان انهزم ذو نواس وانتصر الأحباش بعد أن قتل ذو نواس حين اقتحم به فرسه البحر حتى غمره الماء، فاستولى القائد الحبشى على اليمن فكان هذا بداية نهاية اليهودية في اليمن قبل الإسلام، حيث نكل بهم الأحباش تنكيلًا شديدًا فانخضدت شوكتهم وتقلص ظل اليهودية من اليمن، حيث هاجر أكثرهم منها، ولم يبق منهم فيها إلا الذليل المستضعف الذي نجا من القتل.

وبالرغم من التنكيل الشديد والقتل الذريع الذي نزل بيهود اليمن قبل الإسلام بعد احتلال الأحباش لها فقد بقيت جاليات يهودية ظلت تقطن اليمن عدة قرون حتى ظهور الإسلام. وقد بقى العنصر اليهودى موجودًا في اليمن عدة قرون حتى ظهور الإسلام. وقد بقى العنصر اليهودى موجودًا في اليمن حتى أواسط القرن العشرين حيث هاجروا إلى إسرائيل على أثر الحوادث التي أدت إلى اغتصاب اليهود فلسطين.

ومما تجدر الإشارة إليه أن يهود اليمن ليسوا إسرائيلى الجنس وإنما هم من العرب، لأن الذي نقل اليهودية إلى اليمن هو ملك عربي حميرى دعا قومه حمير إلى هذا الدين الذي اعتنقه على أيدى الحبرين اليهوديين في يثرب فاتبعوه ودانوا جميعًا باليهودية، ولم يثبت التاريخ أن هناك غزاة إسرائيليين جاءوا إلى اليمن بأعداد كبيرة، بل كل ما يرويه التاريخ العربي أن الملك تبع الذي اعتنق اليهودية في يثرب لم يصطحب معه من اليهود الإسرائيلين سوى الحبرين اللذين اعتنق اليهودية على أيديهما في يثرب، وعلى هذا فيهود اليمن لم يكونوا يهودًا إسرائيليين على الإطلاق

<<  <  ج: ص:  >  >>