كما هو الحال في يثرب وإنما هم عرب حميريون دانوا باليهودية، فهم يختلفون في الجنس عن يهود يثرب والمناطق الشمالية من الجزيرة.
ولا يستبعد أن هناك يهودًا إسرائيلين نزحوا من الشام إلى اليمن بعد أن تمركزت فيه اليهودية على أيدى بعض تبابعتها الذين اعتنقوا هذا الدين فصار دين البلاد الرسمى، ولكن أحدًا من المؤرخين لم يشر إلى هذا، اللهم إلا ما أشار إليه الدكتور جواد على في كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام) ج ٦ ص ٢٤ حيث قال:
إني أرى أن دخول اليهودية اليمن مرده أيضًا إلى اتصال اليمن منذ عهد قديم بطرق القوافل التجارية والبحرية والبرية ببلاد الشام، وفي قصة سليمان وملكة سبإ إشارة إلى تلك الصلات وإلى هجرة جماعات من اليهود إلى هذا القطر عن طريق الحجاز بعوامل متعددة، منها التجارة، والهجرة إلى الخارج، ليس بسبب احتلال الرومان لفلسطين فقط، بل بسبب تنازع اليهود أنفسهم.
وليس هناك خلاف بين المؤرخين في أن اليهودية لم تقم لها أية قائمة في اليمن بعد مقتل تبع الخامس (ذو نواس) واستيلاء الأحباش على اليمن في أوائل القرن السادس لميلاد المسيح - عليه السلام -، ولهذا فإنه عند ظهور الإسلام لم يكن ليهود اليمن أي شأن يذكر كما هو الحال بالنسبة ليهود يثرب خصوصًا ويهود الشمال عمومًا. وكل ما سجل التاريخ لهؤلاء اليهود في اليمن هو أنهم عندما أسلم حاكم اليمن الفارسى أعلنوا الطاعة ودفعوا الجزية للمسلمين كاعتراف بنظام الحكم الإسلامي الجديد.