إلى أن قبيلته العربية (قبيلة طي) قد تهودت، وإنما لأن أمه يهودية تزوجها أبوه من بنى النضير فنشأ يهوديًّا بحكم التربية فحسب.
ومما يدل على ضعف أثر اليهودية وعدم انتشارها بين أعراب تلك المناطق، هو أنه لم يكن من الأعراب الذين دانوا باليهودية أي أثر في تدعيم الكيان اليهودى ومناصرة اليهود، لا قبل الإسلام -عندما كان اليهود عرضة لحرب ضروس شنها عليهم الأوس والخزرج بعد هجرتهم من مأرب- ولا بعد الإسلام عندما نشب الصراع المسلح وغير المسلح بين الإسلام واليهود.
ومرد ذلك على ما يظهر إلى أنانية اليهود حتى في مجال الدين الأمر الذي أضعف الرغبة أو أعدمها بالمرة عند هؤلاء اليهود في نشر ديانتهم بين الوثنيين العرب.
والدليل على ذلك أن أي مؤرخ من الذين أرخو للجزيرة العربية لم يذكر أي نشاط دعائى قام به كهان اليهود وأحبارهم لنشر اليهودية بين الأعراب الوثنيين طيلة تلك القرون الطويلة كما يفعل القسيسون من النصارى، حيث كانوا (قبل الإسلام) يتنقلون بين الأعراب لنشر النصرانية في جزيرة العرب قبل الإسلام.
وعادة عدم التحمس لنشر اليهودية بين الآخرين لا تزال ملازمة لجميع الفئات اليهودية حتى هذه اللحظة كما هو مشاهد ملموس، وهذا يعضد ما ذهبنا إليه من أن اليهودية لم يكن لها أي أثر يذكر على العرب الذين عايشوا اليهود الدخلاء في بلادهم طيلة تلك القرون الطويلة، وخاصة في منطقة يثرب وخيبر والشمال.