كان انتصار المسلمين في بدر، إيذانًا بمولد دولة الإسلام عمليًّا، فقاد المسلمون بعدها العالم إلى الخير والصلاح والمدينة والنور قرونًا طويلة.
وكان انتصارهم بالإسلام، ولن ينتصروا بغيره، وتاريخ المسلمين خير دليل على ذلك.
كان العرب في الجاهلية متفرقين فتوحدوا بالإسلام، وكانوا أعداء فأَلف الإسلام بين قلوبهم، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم الإسلام منها، فأصبح العرب بالإسلام (وحدة) رصينة، و (دولة) عظيمة و (أُمة) متماسكة و (قوة) ضاربة وجدت لها متنفسًا بالفتح الإسلامي العظيم، فسارت رايات العرب المسلمين تهدى الدنيا وتحضِّر العالم وتمدِّن الناس، فامتدت دولة الإسلام من سيبيريا شمالًا إلى فرنسا غربًا إلى الصين شرقًا إلى المحيط جنوبًا.
كانوا ضعفاء فأصبحوا بالإسلام أقوياء، وكانوا أعداء فأصبحوا إخوة، وكانوا مستعبدين فأصبحوا فاتحين .. ! .
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فأصبحوا مستعمرين مستعبدين أذلاء غثاء كغثاء السيل، والله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أصبح هؤلاء الخلف يستوردون المبادئ من الشرق والغرب مبهورين متخاذلين، وأَصبحوا يتعشقون تراث الأجنبي ويحتقرون تراثهم، ويتدارسون تاريخ أعدائهم ويتركون تاريخ هم وراءَهم ظهريًا، حتى أصبحنا نسمع بعض العرب والمسلمين يقولون ويكتبون ويذيعون علنًا