للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحدثنا التاريخ أن أول اليهود المتحرشين بالمسلمين (عسكريًا) هم بنو قينقاع الذين كانوا أشجع الطوائف اليهودية في الجزيرة العربية، وكانوا - مع ذلك - من أغنياء المدينة (١).

فقد كان هؤلاء اليهود (دون الطوائف اليهودية الأخرى) يسكنون داخل المدينة، وقد أخذوا يتحرشون بالمسلمين ويهددونهم بالحرب، وقد بلغ بهم التحدى والاستهتار بالمسلمين والاستخفاف بسلطانهم إلى الاعتداء على نساء المسلمين مما أدى إلى نشوب القتال بين الطرفين، وقد استعد بنو قينقاع للحرب فاعتصموا بحصونهم المنيعة فضرب المسلمون عليهم الحصار حتى أجبروهم على التسليم ثم تم إجلاؤهم عن المدينة (٢).

ثم تتابعت أعمال اليهود الاستفزازية التي خرجت عن نطاق الكلام إلى العمل، فتلا إجلاء يهود بنى قينقاع قتل اليهودى الشهير كعب بن الأشرف، بعد أن أصبح مصدر خطر يقلق أمن المدينة بواسطة نفوذه المالي حيث كان أكبر غنى في تلك المنطقة، وكان يذهب إلى القبائل العربية (ومنها قريش) يحرضها على قتال المسلمين ويدعوها إلى غزو المدينة (٣).

ثم تلا قتل كعب بن الأشرف إجلاء يهود بنى النضير عن المدينة،


(١) ذكر الأستاذ (أوليرى) في كتابه (اليهود) ص ١٢٨ أنه يحتمل أن يكون يهود بنى قينقاع من أصل عربي دانوا باليهودية قبل الإسلام .. نقل ذلك عنه الأستاذ جواد علي في كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام) ج ٦ ص ٩٦.
(٢) انظر تفاصيل حادثة إجلاء يهود بنى قينقاع في كتابنا (غزوة أحد) ص ٣٨ وما بعدها.
(٣) انظر تفاصيل قتل كعب بن الأشرف في كتابنا (غزوة أحد) ص ٤٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>