فقد ذهب بهؤلاء اليهود الغدر والتآمر إلى محاولة اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - داخل منطقتهم.
وقد كان انتصار المسلمين على المشركين في معركة بدر الشهيرة، هو الذي أفقد اليهود صوابهم وجعلهم ينقلون الحرب والمقاومة ضد النبي ودعوته من الكلام إلى ميدان العمل الدامى، حيث لم تأت هذه التطورات من جانب اليهود، التي نتجت عنها تلك الأحداث الدامية التي ابتدأت بفتنة يهود بنى قينقاع وانتهت بإبادة بنى قريظة إلا بعد أن انتصر المسلمون على المشركين في معركة بدر الكبرى.
وهكذا فإن المطلع بدقة على سير الحوادث طيلة الخمس سنوات (وهي المدة التي استغرقت مراحل الصراع المختلفة بين النبي - صلى الله عليه وسلم -، واليهود في منطقة يثرب) يتضح له أن اليهود (منذ اللحظة الأولى) ما كانوا ليرضون - لو كتبت لهم الغلبة والبقاء في المدينة - إلا بهدم الكيان الإسلامي ومحو المسلمين من الوجود، بأية وسيلة تتوفر لهم، وفي مقدمة ذلك حد السلاح.
وهذا أمر كان مجمعًا عليه بين جميع طوائفهم الرئيسية الثلاث بنى قينقاع .. وبنى النضير .. وبنى قريظة. إلا أن الظروف لم تسمح لهم بأن يكونوا في نزاعهم مع النبي كتلة واحدة.
أما ما كان يقوم به اليهود من اعتراف بالنظام الجديد، والإنضواء تحت لواء الدولة الإسلامية، وما يقومون به من الدخول في ارتباط وأحلاف عسكرية مع المسلمين، توحى بأنهم قد رضوا الارتباط بالنظام الجديد والإنضواء في ظله كمواطنين لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم - مع بقاء