للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قائلهم ومقدم اقتراح القيام بالاغتيال في الحال" ولا أظنه إلا حيى بن أخطب": إنكم والله لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه (١).

وذكر بعض المؤرخين (وأظنه ابن سعد) أن أحد سادات بنى النضير وأحبارها وهو (سلام بن مشكم) عارض اقتراح اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - معارضة شديدة قائلًا: لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم به وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه.

غير أن معارضة ابن مشكم هذه رفضت حيث قرر المجتمعون السير في طريق المؤامرة والقيام بتنفيذها بأسرع ما يمكن، وشرعوا (فعلًا) في التنفيذ.

فقد أسندوا مهمة الاغتيال إلى أحد مجرميهم، فكلفوه بأن يصعد إلى أعلي الحصن الذي كان الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في ظله آمنًا فيلقى عليه صخرة تقضى عليه في الحال.

إلا أن الله تعالى نجى نبيه إذ بلغه نبأ هذه المؤامرة الدنيئة قبل تنفيذها بقليل، فغادر مكانه قبل الشروع في تنفيذ المرحلة الأخيرة من هذه المؤامرة، ويقول ابن إسحاق إن خبر المؤامرة قد تلقاه النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - من السماء (١).

وهكذا افتضح أمر اليهود المجرمين فأسقط في أيديهم وتمنوا لو أنهم أصغوا إلى معارضة سلام بن مشكم الذي نصحهم وحذرهم وأنذرهم بأن الوحي سيكشف للنبي - صلى الله عليه وسلم - خبر هذه المؤامرة إن هم استمروا في السير في طريقها الخطر.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>