للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحزاب، وأن يكونوا ضمن جيش المسلمين في مواجهة تلك الجيوش الغازية المعتدية.

ولكن الذي حدث من بني قريظة (كما فصلناه في كتابنا -غزوة الأحزاب- في مكانه) هو العكس، فقد غدر هؤلاء اليهود بالمسلمين وحاولوا ضرب جيشهم من الخلف في أحرج الظروف وأدق ساعات المصير.

حيث أعلن هؤلاء اليهود (بدلًا من قيامهم بالتزامات المعاهدة) أعلنوا انضمامهم إلى الغزاة المعتدين في تلك الساعات الرهيبة الحاسمة التي كان فيها مصير كل الكيان الإسلامي في مهب العاصفة حيث كان جيش المسلمين الصغير الذي لا يزيد عدده على ألف مقاتل يواجه عشرة آلاف مقاتل يفوقونه في كل شيء مادي، قد أحاطوا به كما يحيط البحر الهادر بالجزيرة الصغيرة ويهددها بالابتلاع من جميع جهاتها في كل لحظة.

لقد غدر بنو قريظة بالمسلمين تلك الغدرة الشنعاء، غير مبالين بشرف الكلمة التي أعطوها لهم بتوقيعهم على معاهدة التحالف تلك، ولا مقدرين لما يترتب على ذلك الغدر الشنيع من نتائج خطيرة ... غدروا بالمسلمين وخانوهم في تلك الظروف الحربية الخانقة، بالرغم من أن هؤلاء اليهود -باعتراف زعيمهم كعب بن أسد- لم يروا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلا الصدق والوفاء بالعهد والوقوف بشرف عند الكلمة التي أعطوها في عهد التحالف المبرم بين الفريقين (١).


(١) انظر اعترافات سيد بني قريظة هذا بوفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعهد وصدقه في تنفيذة في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الثالث ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>