الغم نتيجة تأكدهما، من نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهما حيى بن أخطب والد أم المؤمنين صفية رضي الله عنها (١) وأخوه ياسر.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال .. حدثت عن صفية بنت حيى بن أخطب أنها قالت. . كنت أَحب ولد أبي إليه، وإلى عمي ياسر، لم ألقها قط مع ولد لهما إلا
(١) هي أم المؤمنين صفية بنت حيى بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب، من بني النضير، وهم من سبط لاوي بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى - عليه السلام -، كانت تحت سلام بن مشكم، (أحد زعماء اليهود) ثم تزوجها كنانة بين أبي الحقيق، أحد قادة اليهود في خيبر، وقد قتل هذا في معركة خيبر، فوقعت زوجته صفية هذه سبية في يد أحد جنود الإسلام، فاستعادها النبي صلى الله عليه وسلم - ثم أعتقها فتزوجها كما في صحيح البخاري ومسلم. وكان أحد جنود الإسلام قد سبى صفية من ابنه عم لها، فمر بهما على قتلى اليهود، فلما رأنهم ابنة عم صفية صكت وجهها وصاحت وحثت التراب على وجهها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي مر بهما على القتلى (أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما؟ ) وذكر ابن حجر في الإصابة أن صفية - رضي الله عنه - رأت في المنام (قبل معركة خيبر) أن القمر وقع في حجرها فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها وقالت لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب (تعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، كانت أم المؤمنين صفية أمراة عاقلة، حليمة، فاضلة، فقد ذكر ابن عبد البر أن جارية لما أتت أمير المؤمنين عمر فقالت له: . . .إن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فبعث إليها عمر. فسألها عن ذلك، فقالت. . أما السبت فإني لم أحبه منذ أن أبدلنى الله به الجمعة، أما اليهود فإن لي فيهم رحمًا فأنا أصلها، فلم ينكر عليها عمر صلتها للرحم في اليهود، ثم قالت لجارتّهها ما الذي حملك على هذا؟ ؟ فقالت. . الشيطان، قالت. . اذهبي فأنت حرة: : أخرج أصحاب الحديث لأم المؤمنين صفية عشرة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: . كانت صفية أيام فتنة الدار التي حاصر فيها المشاغبون الخليفة عثمان في داره، تنقل إليه الطعام والماء سرًّا. . ومرة ذهبت لترد عن عثمان (بصفتها أم المؤمنين) وكانت راكبة على بغلتها. فلقيها الأشتر النخعي وهو من كبار قادة المشاغبين على عثمان فاعترض أم المؤمنين صفية وضرب وجه البغلة بعنف، ولم يسمح لها، فقالت. . ردني لا تفضحني: توفيت صفية سنة خمسين هـ.