للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحظات الحرجة) بمخالفة نصوص المعاهدة بتوقفهم عن مساندة حلفائهم المسلمين، بل أنكروا (في وقاحة وصفاقة) أن يكون بينهم وبين النبي أي حلف أو عهد.

نعم نسى هؤلاء اليهود الذين يطلبون الرحمة ويذكّرون بالحلم، أن جوابهم لرئيس الوفد النبوي الذي جاء إليهم يطلب تنفيذ المعاهدة، كان تجاهل وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاته حيث قالوا (وقد ظنوا أن المسلمين قد انتهى أمرهم) ... ومن هو رسول الله؟ ؟ .

لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد.

نعم تناسى هؤلاء اليهود أنهم في الوقت الذي بلغت فيه قلوب المسلمين الحناجر من شدة الحصار، قد تفجرت في نفوسهم ينابيع الخسة والغدر، فاغتنموا اشتداد محنة المسلمين فسارعوا إلى إحكام حلقاتها، فانضموا إلى جيوش الغزاة، (بالرغم من العهد الذي بينهم وبين المسلمين) مستهدفين بعملهم الدنئ هذا استعجال إبادة المسلمين ومحو كيانهم من الوجود، ظنًّا منهم أن تلك الأيام العصيبة هي الأيام الأخيرة للكيان الإسلامي الذي كان هؤلاء اليهود يعتقدون أن جيوش الأحزاب العظيمة لن تعود إلى بلادهم إلا بعد تحطيم هذا الكيان.

والآن وقد دحر الله جيوش الأحزاب الغازية وتبددت الأحلام العريضة التي كانت تحملها قريظة، وجاءت كتائب القرآن لتصفى الحساب مع هؤلاء الخونة الغادرين الناكثين، عرفت ألسنتهم الطريق إلى الحديث عن القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية، وأخذت الأفاعي السامة الغادرة تتظاهر بالبراءة والطيبة، وتبدى مظهرها الناعم اللين: "يا أبا القاسم ما كنت جهولا".

<<  <  ج: ص:  >  >>