ثابت بن قيس بن الشماس الخزرجى أسيرًا في يد القائد اليهودى الزبير بن باطا هذا, الذي كان يقود بعض اليهود في تلك المعركة ضد الخزرج.
وقد منَّ الزبير هذا على ثابت بن قيس حيث أخلى سبيله بعد أن جزَّ ناصيته، فحفظها قيس يدًا بيضاء للزبير بن باطا.
فلما وقع بنو قريظة في عملهم السئ، ونزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحكم عليهم القاضي سعد بن معاذ بالإعدام جميعًا، تذكر ثابت بن قيس ما لليهودي الزبير بن باطا عليه من فضل سابق، فأحبَّ أن يردَّ له جميله، فتوجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلب منه (كما تقدَّم) أن يمنَّ على هذا اليهودى فَيَهَبَه له لينجو من القتل, ففعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بل وأمر (استجابة لالتماس آخر قدمه صاحبه ثابت) بأَن يعاد إِلى هذا اليهودي كل أبنائه، نسائه وكامل أَمواله، ولكن هذا اليهودى العنيد الذي تخطى الستين من عمره رفض كل ذلك وأبى إلَّا أن يموت كما مات زملاؤه في الخسّة والغدر والخيانة من بني قريظة.
ولنستمع إلى هذه القصة العجيبة يرويها لنا ابن هشام بسنده عن محمد بن إسحاق، فقد قال ابن إسحاق: وكان ثابت بن قيس بن الشماس -كما ذكر لي ابن شهاب الزهري- أتى الزبير بن باطا القرظى, وكان يكنى (أبا عبد الرحمن) وكان الزبير قد منَّ على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية، "ذكر لي بعض ولد الزبير أنه كان منَّ عليه يوم بعاث" أخذه فجزَّ ناصيته ثم خلَّى سبيله.