هذا الكتاب عند التعرض بالتحليل الدروس ومكاسب هذا الصلح التاريخي.
بل لقد شهد القرآن الكريم بعظيم هذه المكاسب وخلَّد ذكراها في آيات تتلى إلى يوم القيامة، حيث وصف صلح الحديبية بأنه (الفتح المبين)(١).
وهو أمر لم يعطه القرآن الكريم وصفًا لنتائج أية معركة أو حادثة في العهد النبوي سوى (لصلح الحديبية).
إذن، من هنا يمكن القول: أن صلح الحديبية هو حصيلة كسب لأعظم معركة دارت بين الإسلام والوثنية في العهد النبوي من حيث النتائج الإيجابية التي بها توطدت دعائم الإسلام وبفضلها تصدّعت قواعد الوثنية، ثم انهارت واضمحلت من الوجود. كما هو مفصل في فصول هذا الكتاب.
لذلك أدرجنا (صلح الحديبية التاريخي هذا) ضمن سلسلة (معارك الإسلام الفاصلة)، لأنه من حيث النتائج ينطبق عليه كل الانطباق، اسم المعركة الفاصلة.
- ٣ -
إنَّ النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - لم يتوصل إلى عقد صلح الحديبية إلا بعد أن خاض سلسلة من الصراعات الشاقة والمعارك المضنية على الصعيدين الداخلي - محيط أصحابه المعارضين للصلح أشد المعارضة - والصعيد الخارجي - محيط قومه وأهله وعشيرته من مشركي قريش الذين
(١) انظر حديث القرآن عن صلح الحديبية في هذا الكتاب.