للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصر لها، بينما هو في الواقع قد تجسدت فيه هزيمة سياسية كبرى نزلت بقريش التي قبلت صاغرة مبدأ دخول المسلمين مكة وقيامهم بأداءِ العمرة التي حلفت قريش أنهم لن يؤدّوها مهما كانت النتائج المترتبة على منعهم من أدائها.

٢ - تفهم المشركين لحقيقة الإسلام:

ومن المكاسب الكبرى التي جنته الدعوة الإِسلامية أَثناءَ المفاوضة في الحديبية هو أن تصرف المسلمين - وخاصة نبيّهم العظيم - طيلة الأَيام التي قضوها في الحديبية قد جعلتهم محل احترام وإِكبار كل الزعماء. والسادة الذين بعثت بهم قريش كوسطاءَ لحل المشكلة القائمة بينها وبين المسلمين.

فقد كانت وسائل قريش الإِعلامية تصوّر المسلمين بين العرب على أنهم دُعاة حرب ومصَّاصي دماءٍ معتدون. وأَنهم لم يأْتوا هذه المرة بهذا العدد الضخم إِلا للعدوان وسفك الدم الحرام داخل البلد الحرام.

غير أنه سرعان ما ينكشف زيف هذه الدعاية القرشية الكاذبة وتأْتي لقريش بعكس النتائج التي كانت قريش تسعى - من وراءِ هذه الدعاية الكاذبة - لتحقيقها.

فلا يأْتي زعيم من حلفاءِ أَو أَصدقاءِ قريش - وسيطًا إِلى الحديبية - إِلا وهو يحمل في ذهنه عن المسلمين تلك الصورة المشوّهة التي رسمتها الدعاية القرشية الكاذبة المغرضة.

ولكن سرعان ما تنكشف له الحقيقة بمجرّد أَن يتصل بهؤلاءِ المسلمين فيعود إلى قريش وقد زالت من ذهنه عن المسلمين تلك الصورة

<<  <  ج: ص:  >  >>