للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعاية القرشية - تبغيضًا فيهم وتحقيرًا لشأنهم - اسم الصباة؟ . هذا المجتمع الذي لا يسع أيّ عاقل - مهما كان مذهبه وعقيدته - إلا أَن يجلّ أعضاءه ويحترمهم، بل ويوَد أَن يكون أُحد أفراد هذا المجتمع العظيم؟ ؟ .

وعلى ضوء البحث الحر والمقارنة النزيهة، وجد العقلاء من مشركي مكة وغيرهم، الجواب الصحيح على هذا السؤال الكبير، وتوصلوا إلى التفسير الصحيح لسبب قيام هذا المجتمع الفاضل المتكامل.

وهو أَن الإسلام، ولا شيء سوى الإسلام، هو الذي أقام هذا المجتمع وصار الالتزام بتعاليمه والقيام بتكاليفه، مصدر كل ما يتحلى به أفراد هذا المجتمع المحمدي من فضائل الاستقامة وضبط السلوك وسمو الأخلاق وانتظام الشمل واتحاد الكلمة.

وهنا، واقتناعًا بهذا التفسير الصحيح - والنبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا ينزل قل طريقه من الحديبية إلى المدينة - تأَثر ذوو العقول الكبيرة من سادات مكة بما نقل إليهم من انطباعات صحيحة عن هذا المجتمع الإسلامي الفاضل الجديد فاختمرت في نفوس هؤلاء العقلاء فكرة الدخول في الإسلام والانخراط في سلك الأسرة الإسلامية التي كان حسن بنائها وفضائل شمائل أفرادها - التي شهد بها العائدون إلى مكة من شاهدي صلح الحديبية - حديث مكة كلها.

وظل هؤلاء العقلاة القرشيون ينتظرون الفرصة السانحة لإعلان دخولهم في الإسلام وانضمامهم إلى هذا المجتمع الإسلامي الفاضل، الذي لم يغادر أفراده الحديبية إلا بعد أَن تركوا عنهم الانطباعات الخيِّرة

<<  <  ج: ص:  >  >>