التي فعلت في ناموس عقلاء المشركين من قرشيين وغيرهم ما يشبه فعل السحر.
وكان من الزعماء والقادة الذين تأثروا بواقع المسلمين الحيّ المشرف في الحديبية، فاختمرت في نفوسهم فكرة اعتناق الإسلام .. خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة.
فلم تمضِ سنة واحدة على أحداث الحديبية المثيرة حتى وقف فارس قريش وقائد أعنَّة خيلها خالد بن الوليد - الذي خرج أيام أزمة الحديبية يقود المئات من فرسان قريش لمنع المسلمين من دخول الحرم أو إبادتهم - رقف على الصفا وصك بها قريشًا صك الجندل حيث صارحهم بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - حامل رسالة صدق وصاحب دعوة حق. وأَنَّ على كل ذي عقل أَن يتبعه.
فقد صاح خالد بأعلى صوته: يا معشر قريش. لقد استبان لكل ذي لبّ أَن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس بساحر ولا كذاب. وأَن على كل ذي عقل أَن يتبعه.
ثم أخذ سلاحه وركب فرسه واتجه نحو المدينة ليعلن إسلامه يرافقه صاحباه وصديقاه عثمان بن طلحة العبدري وعمرو بن العاص السهمي اللذين كانا على رأيه.
وهكذا كان صلح الحديبية - وما صاحبه من أحداث، وترتب عليه من أمور - مثار إحساسات عميقة، وتحريك مشاعر بعيدة الأغوار في نفوس العقلاء ممن كانوا على الشرك، فقادتهم هذه الإحساسات إلى الإسلام فدخلوا فيه .. وليس بعيدًا عن الحقيقة - بل هو عينها -,