للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي عملوا (في غفلة من الزمن) على تعميقها في مختلف قطاعات المجتمع العربي الجاهلى الوثنى.

وما دام أن حسم شر هؤلاء اليهود ودفع خطرهم يمكن تحقيقه بنفيهم وإبعادهم عن يثرب وأهلها، فقد استبدل النبي - صلى الله عليه وسلم - عقوبة هؤلاء اليهود المستحقين للقتل بنفيهم من المدينة ليذهبوا أحرارًا إلى حيث شاءوا من بلاد الله خارج الجزيرة أو داخلها.

- ٣ -

وآخر من عفا عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - واكتفى بنفيهم من المدينة - بعد أن ثبتت إدانتهم بنكث العهد ومحاولة اغتياله - هم يهود بني النضير، الذين حاولوا الغدر به حين شرعوا في عملية اغتياله وهو في ديارهم آمنًا في ظل حلف قائم بينه وبينهم (١).

لقد اختار يهود بني النضير (عند نفيهم من المدينة) مدينة خيبر، فأقاموا بها وجعلوا منها وطنًا لهم بدلا من المدينة. لأن خيبر بها أعظم قوة حربية لليهود في بلاد العرب.

لقد كان من المفروض أن يرعوى هؤلاء اليهود فيجنحوا للسلم ويقدروا روح التسامح التي عاملهم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرغم من ثبوت شروعهم في جريمة اغتياله وهو في ديارهم آمنًا وفي حالة عهد وتحالف معهم، حيث كف عن دمائهم (مع قدرته على سفكها) وسمح لهم عند نفيهم من المدينة أن يحملوا معهم كل ما يقدرون علي حمله من الأموال، فحملوا أغلاها، وقد حملوا معهم إلى خيبر شيئًا عظيمًا من الذهب والفضة، لأن يهود بني النضير يعتبرون من أغنى الفئات اليهودية في جزيرة العرب.

ولكن طبيعة اليهود (هي .. هي) لا تتغير (غدر، وفتك عند المقدرة، وهدوء واستكانة عند العجز)، طبيعة لا أخلاقية ذميمة تلازمهم في كل عصر وزمان.


(١) انظر تفاصيل محاولة هؤلاء اليهود اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - بكاملها في كتابنا (غزوة الأحزاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>