للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفيل بتحقيق النصر الساحق على اليهود.

ولست أدرى كيف يتم للعرب النصر على اليهود باتباع تعاليم هي من صنع اليهود أنفسهم، ابتدعوها وعملوا بدهاء وخبث على نشرها لتخريب المجتمعات، بينما صانوا أنفسهم عن مزالق اتباعها .. وهل الماركسية التي وفدت على بلاد العرب في أقنعة مختلفة إلا مِن اختراع الصهيونية؟ ؟ أليس كارل ماركس يهودى لحمًا ودمًا وأما وأبًا وصهيوني فكرًا ومعتقدًا؟ . فكيف إذن يريد منا هؤلاء المفكرون العملاء أن نسير على هدى تعاليم يهودية لنتصر على اليهود. إن هؤلاء الشيوعيين العرب، لو أنصفوا لرأوا أن العكس هو الصحيح، وهو أنه ليس من سبب لهزيمة الخامس من حزيران سوى الحجر على الإِسلام وقطع الصلة بينه وبين جيل العشرين سنة لتحل محله في مختلف القيادات الفكرية والتربوية وفي جميع قطاعات الجماهير من سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية نفس التعاليم الماركسية التي أغرقت روافدها (تحت مختلف الشعارات) أكثر أقطار العالم العربي، إلى درجة أنه عندما نشبت حرب الأيام الستة لم يكن أي وجود للأيديولوجية الغيبية (العقيدة الإِسلامية كما هي) في أي قطاع من قطاعات الدولة العسكرية أو السياسية أو التربوية، في أكثر البلاد العربية. وإنما الوجود والسلطان والنفوذ والسيادة والقيادة في جميع هذه القطاعات للأيديولوجية الماركسية أو مشتقاتها.

ومن هنا يتضح أن السبب في هزيمة الخامس من حزيران ليس التمسك بالعقيدة الإِسلامية (كما يزعم سماسرة الشيوعية في بلادنا) هذا التمسك الذي لا وجود له بين مختلف القطاعات في الأقطار المعنية إياها، وإنما السبب هو الاعتصام بالأيديولوجية الماركسية على حساب نبذ العقيدة الإِسلامية، هذا الاعتصام الذي بلغ من الشدة إلى درجة اعتُبرَ معها الجهر بالأيديولوجية الإِسلامية والدعوة إلى العمل بموجبها (في بعض الأقطار) جريمة تستحق عقوبة الموت، وقد لاقى رجال حتفهم على أعواد المشانق في البلاد العربية لاتهامهم بأنهم ممن يدعون إلى العمل في بلادهم المسلمة بالأيديولوجية الإِسلامية.

فما بعد هذا يحق لهؤلاء المفكرين من السماسرة اليساريين (عملاء

<<  <  ج: ص:  >  >>