الشيوعية في بلاد العرب) القول أن سبب هزيمة الخامس من حزيران هو التمسك بالأيديولوجية الإِسلامية؟ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إلا كَذِبًا}.
لقد تركت الجماهير العربية (أكثرها عن طواعية واختيار وقليل منها عن كراهية) قيادها لخصوم الأيديولوجية الإِسلامية المبشرين بالأيديولوجية الماركسية طوال عشرين عامًا، فماذا كانت النتيجة؟ ؟ كانت النتيجة قيام خصوم العقيدة الإِسلامية هؤلاء بصبع أشنع هزيمة عرفها العرب في تاريخهم ولم يحدث ذلك في ظل التمسك بالأيديولوجية الغيبية (عقيدة الإِسلام).
حتى يحمل الفكرون من عملاء الشيوعية، هذه العقيدة مسؤولية هزيمتهم هذه. وإنما حدث في ظل الاعتصام بالعقيدة الماركسية نفسهما.
فلا أظن عاقلًا يستطيع القول: إن القيادات المسؤولة عن هزيمة الخامس من حزيران كانت تنطلق (في حربها وسلمها وسلوكها الخاص والعام وأساليبا التربوية والتوجيهية بين محكوميها) من مفهوم العقيدة الإسلامية.
وإنما كانت - ولا زالت - تنطلق في كل ذلك من مفهوم عقيدة ماركس ولينين .. فصحَّ يقينًا أن الهزيمة إنما نزلت بهم في غياب الإِسلام عن المعركة غيابًا كليًّا .. وفي حضور العقيدة اليسارية المنبثقة من الفلسفة الماركسية التي كانت ولا زالت هي الرائد والموجِّه لهذه القيادات في السلم والحرب والسياسة والاقتصاد والتربية والتوجيه.
فلا معنى (إذن) لدعوة المفكرين اليساريين إلى أن ينسلخ الذين صنعوا هزيمة الخامس من حزيران عن الأيديولوجية الإِسلامية. إذ أن انسلاخهم عن هذه الأيديولوجية كان تامًّا قبل أن يخوضوا حرب الخامس من حزيران.
ولا معنى كذلك للقول أيضًا بأن الانسلاخ عن العقيدة الإِسلامية واستبدالها بالعقيدة الماركسية سيضمن النصر المؤزر للعرب على اليهود في المعركة القادمة .. إذ لو كان ذلك صحيحًا لتم النصر على اليهود في حرب حزيران لليساريين العرب الذين تمثل جيوشهم أقوى قوة ضاربة في الشرق