فللأسباب التي ذكرنا، حشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة آلاف مقاتل من أصحابه من أهل البادية والحاضرة وعمن لهم (قبل أن يتحركوا من المدينة) قادة ثلاثة بالتناوب.
١ - زيد بن حارثة مولاه.
٢ - جعفر بن أبي طالب ابن عمه إذا قتل زيد.
٣ - إذا قتل جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري،
وقد اجتازت القوة النبوية حدود الشام عبر (معان) المدينة التاريخية الشهيرة حتى وصلت منطقة الكرك (لواء البلقاء اليوم في المملكة الأردنية الهاشمية)، وهناك في مشارف قرية يقال لها (مؤتة) دارت المعركة التاريخية الفاصلة التي سميت واشتهرت فيما بعد في التاريخ بمعركة (مؤتة).
-٩ -
لقد كانت معركة (مؤتة) بحق معركة رهيبة طاحنة، ولا أدل على ذلك من أن القادة الثلاثة للجيش الإِسلامي قتلوا جميعهم الواحد تلو الآخر، كما قتل كذلك بشر كثير من المسلمين لم يحص عدده، وسقط أيضًا خلق أكثر من القوات الرومانية وحلفائها، كما صرع قائد المتنصرة العرب المرتزقة مالك بن رافلة، وسدوس بن عمرو، أخو حاكم المنطقة شرحبيل بن عمرو الغساني.
واستمرت المعركة (على ما ذكره ابن برهان الدين في السيرة الحلبية) ستة أيام، أبدى فيها المسلمون من ضروب الشجاعة والتضحية والثبات والفداء ما لا مزيد عليه.
-١٠ -
وللحقيقة والتاريخ فقد هزم المسلمون -بعد مصرع قادتهم الثلاثة-