للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - في الدرجة الأولى مباغتة أهل مكة، فلا يدرون إلا والجيش النبوي اللجب يحيط بهم على غير أهبة أو استعداد، فيسقط في أيديهم فينهارون، فتتم السيطرة لجيش الإسلام على العدو دونما أية خسارة تذكر في الأرواح بين الفريقين.

٢ - إدخال البلبلة على كل من العدوين الرئيسيين هوازن وغطفان (فيما إذا اكتشف أحدهما أو كلاهما التحرك بالجيش من المدينة) بحيث لا يدرون، أيهم، ولا أي من العرب مقصود بالغزو.

وهذا هو الذي حدث بالفعل فإن كلا من قريش وهوازن لم تعلم أن قريشًا المقصودة بالغزو إلا عندما أصبح الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ضواحي مكة. أما هوازن فلم تعلم إلا بعد أن وقعت مكة المكرمة تحت سيطرة الجيش الإِسلامي لأن جاسوس هوازن الذي بعثت به يرصد لها تحرك الجيش النبوي، وقع في قبضة طلائع استكشاف هذا الجيش وظل في قبضتهم حتى دخلوا مكة فعميت الأخبار عن هوازن إلى أن فتحت مكة المكرمة.

- ٦ -

وأخيرًا وقعت مكة في قبضة المسلحين وسيطر عليها الجيش الإِسلامي دونما أية خسارة في المعسكرين، اللهم إلا حوالي بضعة وعشرين رجلا قتلوا بدون رضا قادة الفريقين، وذلك عندما قام بعض المتطرفين من شباب قريش باعتراض قطعات خالد بن الوليد وشهروا السلاح في وجهها جنوبي مكة. ثم قضى خالد على تلك المقاومة في لحظة وجيزة. واستتب الأمر لجيش الإِسلام في مكة. فكان فتحها حدث اهتزت له جزيرة العرب ودهش له سكانها. لأنهم ما كانوا متوقعون أن مكة أعظم المعاقل الروحية للوثنية والشرك ستقع بمثل تلك السهولة في قبضة قوات التوحيد.

فما هي العوامل في هذا النصر الخاطف الذي حققه جيش الإِسلام. والذي ما كان (حتى المسلمون) يتوقعون حدوثه بذلك الشمول وتلك السرعة الخاطفة؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>