يمكن إيجاز العوامل الرئيسية في هذا النصر بصورة مختصرة فيما يلي:
١ - العقيدة
٢ - المباغتة والتضليل.
٣ - تهاون قريش في الاستعداد والتنظيم للمقاومة.
٤ - تخلخل العقيدة الوثنية في نفوس الأكثرية من أهل مكة وعدم تحسسهم لبذل الأرواح في سبيلها.
٥ - بقاء قريش وحدها في ميدان معاداة المسلمين باستثناء قبائل هوازن التي رغم بقائها على الشرك لم تكن على وئام مع قريش.
"أ" أما بالنسبة للعقيدة، فإن قريشا لها عقيدتها، ولكنها عقيدة ضحلة فاسدة تقوم على أساس المصلحة الشخصية والزعامة الفردية. فسادات قريش. رغم تعصبهم لعقيدة الشرك يعرفون في قرارة أنفسهم أنها خرافة تافهة، ولكنها عقيدة موروثة مرتبط ببقائها بقاء زعاماتهم الشخصية. وعقيدة هذا شأنها، يكون المتشبثون بها أزهد الناس فيها عندما لم تعد قادرة على الحفاظ على مصالحهم الشخصية.
أما العقيدة عند المسلمين فهي التزام لا علاقة له بالمصلحة الشخصية حتى يكون التمسك بهذه العقيدة أو التراخى عنها تبعًا لبقاء أو زوال هذه المصلحة، بل أنها التزام يقوم عليه كيان المسلم المبنى على اعتقاد لا جدل فيه .. اعتقاد يقول "بجزم": إن سعادة المسلم في الدنيا وفلاحه في العالم الآخر لا سبيل إلى الظفر بهما إلا بالوفاء لهذه العقيدة وبذل أغلى ما لدى المسلم للوفاء لها والدفاع عنها. كما يقول: إن التهاون في نصر هذه العقيدة يعني تعاسة في الدنيا وشقاء في الآخرة.
لهذا شهد الصدر الأول في الإِسلام من التضحية والفداء والضراوة في القتال دفاعًا عن عقيدة الإِسلام، نماذج لم يسجل التاريخ مثلها منذ فجره.
في سبيل نصرة العقيدة قتل الابن أباه، وأبدى الأب استعداده لقتل