للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثقيف عن القيام بمهمة القيام بإبلاغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - إسلام ثقيف، هو أنّ عبد ياليل يعرف شراسة قومه ثقيف وجرأتهم على سفك الدماء وتقلبهم، فقد رأى العبرة في أحب الناس إلى ثقيف (عروة بن مسعود) حيث قتلوه بمجرّد أن دعاهم إلى الإِسلام، فهو إذن يخشى أن يكون مصيره مصير عروة بن مسعود إن هو قبل المهمة منفردًا حيث من المحتمل جدًّا أن يقتلوه إن هو عاد من المدينة يدعوهم إلى الإِسلام، لذلك اعتذر عن أن يكون رسول ثقيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، غير أن عبد ياليل- لما رأى إلحاح قومه عليه لكى يكون مبعوثهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وافق ولكن بشرط أن يبعثوا معه من كل فخيذة من ثقيف رجلًا.

فوافقت كل القبائل الثقفية على اقتراح السيد عبد ياليل بن عمرو.

فبعث كلّ من القبيلتين الرئيسيتين في ثقيف (وهما الأحلاف وبنو مالك) بعث كل منهما بصحبة عبد ياليل ممثل عنه في وفد إلى المدينة مكوّن من ثلاثة من الأحلاف، وثلاثة من بني مالك على أن يكون رئيسهم عبد ياليل بن عمرو (وهو من بني مالك).

وكان هدف عبد ياليل من اشتراك كل عشائر ثقيف ممثلة في جناحيها الرئيسين (الأحلاف وبنى مالك) في الوفد الذاهب إلى المدينة، واضحًا، وهو أن يكف كل رجل في الوفد رهطه عن عبد ياليل إذا ما أرادوا به سوءًا عندما يعود من المدينة إلى الطائف وقد بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام نيابة عنهم.

وهكذا تقرر أن تبعث ثقيف وفدها برئاسة عبد ياليل، الذي يسمون (لشدة شكيمته) ناب القوم، وقد غادر الوفد الطائف قاصدًا المدينة في أواخر السنة التاسعة للهجرة، فوصل الوفد إلى المدينة، وقابل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبلغه رغبة ثقيف في الدخول في الإِسلام، فرحب بهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعم المسلمين الفرح لدخول ثقيف في الإِسلام، لأن ثقيفًا قبيلة عظيمة ذات قوة وشوكة، وكانت آخر قوة مسلحة في جزيرة العرب، يمكنها مصادمة المسلمين وبدخول ثقيف في الإسلام لم يبق للشرك والوثنية أي أثر في منطقة الحجاز كلها.

قال الواقدي وابن إسحاق: وأجعت ثقيف أن ترسل إلى المدينة رجلًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>