للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج إليها رجل واحد فهدمها، وسواع (١)، خرج إليه رجل واحد فهدمه، فهل امتنع شيء منهم؟ قال الثقفى: إنَّ الربة لا تشبه شيئًا مما ذكرت، قال عثمان: سترى.

ثم يستمر الإِمام الواقدي فيقول: وأقام أبو سفيان والمغيرة بن شعبة يومين أو ثلاثة، ثم خرجوا وقد تحكم أبو مليح بن عروة، وقارب بن الأسود، وهما يريدان يسيران مع أبي يسفيان والمغيرة إلى هدم الربة، فقال أبو مليح يا رسول


= الكلبى: وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على سورة الإنسان، مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدًا من ذهب، كان أول من نصبه خزيمة بن مدركة، وكان يقال له: هبل خزيمة .. وكان في جوف الكعبة، قدامه سبعة أقداح، مكتوب في أولها: صريح والآخر: ملصق، فإذا شكوا في مولود، أهدوا له هدية، ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج: صريح ألحقوه وإن خرج ملصق، دفعوه .. وقدح على الميت .. وقدح على النكاح، وثلاثة لم تفسر لي على ما كانت، فإذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفرا أو عملًا، أتوه فاستقسموا بالقداح عنده. فما خرج، عملوا به وانتهوا إليه، وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله (والد النبي - صلى الله عليه وسلم -)، وهو الذي قال أبو سفيان بن حرب حين ظفر يوم أحد: أعل هبل .. أي علا دينك .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الله أعلى وأجل.
(١) ودا (بفتح الواو) أحد أصنام خمسة مشهورة عند العرب ومنذ فجر التاريخ، وهن (ود، وسواع، ويغوث. ونسر ويعوق) وقد كانت هذه الأصنام الخمسة معبودات قوم نوح كما جاء في القرآن الكريم {قَال نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إلا خَسَارًا (٢١) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلا ضَلَالًا} .. قال أبو المنذر هشام بن محمد الكلبى في كتابه (الأصنام): وكان أول من اتخذ ذلك لك الأصنام (من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس، وسموها بأسمائها على ما بقى ففهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل) هذيل بن مدركة.
اتخذوا سواعًا، فكان لهم برهام من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة، وكانت سدنته بنو لحيان. واتخذت كلب (ودا) بدومة الجندل، وكان الذي جاء بالصنم (ود) عمرو بن لحى الجرهمى عندما كان حاكمًا على مكة قبل قريش، دفع عمرو الصنم (ودا) إلى عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحال بن قضاعة .. فحمل عوف الصنم (ودا) إلى وادي القرب، فأقره بدومة الجندل، وسمى ابنه عبد ود، فهو أول من سمى به، وهو أول من سمى عبد ود ثم سمعت العرب به بعد .. ظل الصنم (ود) معبودًا بدومة الجندل حتى حطمه خالد بن الوليد عام تسع من الهجرة حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك .. وقد دافعت كلب عن إلهها (ود) فقاتلهم خالد حتى قتلهم، فهدمه وكسره .. وقال الإِمام الكلبى قلت لمالك بن حارثة: صف لي (ود) حتى كأني أنظر إليه. فقال: كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد ذبر (أي نقمى) عليه حلتان، متزر بحلة، مرتد بأخرى، عليه سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسًا، وبين يديه حربة فيها لواء ورفضة أي (جعبة) فيها نبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>