(١) ودا (بفتح الواو) أحد أصنام خمسة مشهورة عند العرب ومنذ فجر التاريخ، وهن (ود، وسواع، ويغوث. ونسر ويعوق) وقد كانت هذه الأصنام الخمسة معبودات قوم نوح كما جاء في القرآن الكريم {قَال نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إلا خَسَارًا (٢١) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلا ضَلَالًا} .. قال أبو المنذر هشام بن محمد الكلبى في كتابه (الأصنام): وكان أول من اتخذ ذلك لك الأصنام (من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس، وسموها بأسمائها على ما بقى ففهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل) هذيل بن مدركة. اتخذوا سواعًا، فكان لهم برهام من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة، وكانت سدنته بنو لحيان. واتخذت كلب (ودا) بدومة الجندل، وكان الذي جاء بالصنم (ود) عمرو بن لحى الجرهمى عندما كان حاكمًا على مكة قبل قريش، دفع عمرو الصنم (ودا) إلى عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحال بن قضاعة .. فحمل عوف الصنم (ودا) إلى وادي القرب، فأقره بدومة الجندل، وسمى ابنه عبد ود، فهو أول من سمى به، وهو أول من سمى عبد ود ثم سمعت العرب به بعد .. ظل الصنم (ود) معبودًا بدومة الجندل حتى حطمه خالد بن الوليد عام تسع من الهجرة حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك .. وقد دافعت كلب عن إلهها (ود) فقاتلهم خالد حتى قتلهم، فهدمه وكسره .. وقال الإِمام الكلبى قلت لمالك بن حارثة: صف لي (ود) حتى كأني أنظر إليه. فقال: كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد ذبر (أي نقمى) عليه حلتان، متزر بحلة، مرتد بأخرى، عليه سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسًا، وبين يديه حربة فيها لواء ورفضة أي (جعبة) فيها نبل.