للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - السبب الرئيسى في عودة أصحابه إلى الميدان، هذه العودة المحمودة التي قلبت موازين القوى في المعركة لصالح المسلمين.

غير أن مما تجدر الإشارة إليه أن الوضع المتحرّج الذي عالجه الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بثباته وشجاعته يوم حنين يختلف عن الوضع الخطر الذي عالجه بثباته وشجاعته يوم أُحد من حيث النتائج النهائية لكل من المعركتين.

في معركة أحد كانت مكاسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ساعة انهزام أصحابه:

١ - حرمان المشركين من توسيع انتصارهم حيث كان ذلك الثبات سببًا في حصر ذلك الانتصار في دائرة الانتصار التعبوى الضيق الذي يتمثل (فقط) في تمكن المشركين مِنْ قتل سبعين من الصحابة رضي الله عنهم مع إصابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه بجراحات بليغة.

٢ - إجبار قريش على الاكتفاء بما حققت من نصر تعبوى محدود ورضاها من الغنيمة بالإياب حيث انسحبت من الميدان وتركته تحت سيطرة المسلمين، مخلفة فيه أربعة وعشرين قتيلًا من جيشها، الذي انهزم ثم انتصر نتيجة غلطة حماة مؤخرة المسلمين وهم الرماة الذين وضعهم القائد الأعلى النبي في الجبل الذي يشرف على ميدان القتال، ولكن قريشًا عندما عاد المسلمون إلى الميدان بعد هزيمتهم المنكرة -لم تتعرض لأية هزيمة نتيجة انتصار سَوَقى حققه المسلمون بعد رجوعهم إلى الميدان، فقد انسحبت قريش إلى بلادها من الميدان بقواتها سليمة ما عدا ٢٤ قتيلا فقدتهم مقابل ٧٠ فقدهم المسلمون.

أ- أما مكاسب المسلمين من ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فقد كانت أعظم، ذلك أن ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يقتصر على أن كان سببًا في حصر انتصار هوازن عند الصدمة الأولى في دائرة الانتصار التعبوى، بل جعل هذا الانتصار التعبوى المحدود يتحول إلى انتصار سَوَقى كامل للمسلمين الذين نزلوا بهوازن هزيمة كاملة شاملة لم تقم للمشركين بعدها قائمة.

فعندما عاد المسلمون إلى الميدان في حنين لم يكتفوا بتجميع صفوفهم وإعادة تنطيمهم ومنع هوازن من تحقيق مزيد من الانتصارات كما حدث في

<<  <  ج: ص:  >  >>