للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد، بل قاموا بهجوم معاكس قوى صاعق، كانت نتيجته انهزام جند هوازن المشركين انهزامًا مروّعًا شاملًا ونهائيًا، تمثل في فرار جند هوازن وتركهم نساءهم وأموالهم وأطفالهم في الميدان غنيمة للمسلمين.

ب- تسبب ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تماسك مائة من صفوة أصحابه يوم حنين، وكان لثبات هذه المائة أحسن الأثر في تخفيف هزيمة المسلمين، حيث شكل هؤلاء المائة بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - -ساعة اشتداد النكبة- قوة حماية، حمت إلى حد كبير ساقة (مؤخرة) المسلمين المنهزمين، حيث قاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذه المائة هجومًا عنيفًا مضادًا على عناصر هوازن التي كانت تشكل مقدمتهم لمطاردة المسلمين، فاستبسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصفوة المائة من أصحابه في هذا الهجوم المضاد حتى أنزلوا ببعض وحدات هوازن خسائر فادحة، بدليل أن المنهزمين المسلمين لم يعودوا إلى الميدان من جديد إلا والأسرى من مشركي هوازن موثقين في الحبال بين يدي الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم -.

ج - كان ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمائة الصابرة من أصحابه ثم هجومهم المضاد على الوحدات المطاردة من هوازن -ساعة النكبة- عاملا رئيسيًا في انخفاض زخم هجوم هوازن الذي بدأته الكمائن، حيث من المرجح أن هوازن ظنت (لِمَا تعرَّضت مقدمتها له من هجوم قوى مضاد من الرتل الصغير الذي قاده الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن جند الإسلام كله لم ينهزم، الأمر الذي خفف حدة هجوم هوازن الصاعق (بعض الشيء) فيسر ذلك إلى حد كبير- مهمة عودة الجيش الإِسلامي إلى الميدان، والذي كان في واقعه قد انهزم بأكمله عند الصدمة الأولى مع الفجر.

د - كذلك كان دور العباس بن عبد المطلب (عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان من المائة الثابتة) دورًا مهمًا فعالًا في إعادة المنهزمين، حيث قام (وبأسلوب يدل على الشجاعة) قام حسب أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبصوته الجهورى الذي يسمع عبر عدة أميال- بإبلاغ المسلمين المنهزمين الحقيقة الرائعة التي ما كان الكثير منهم يتوقعها، وهي أن القائد - صلى الله عليه وسلم - ثابت مكانه في الميدان يجالد المشركين بسيفه، ثم ناشدهم (وخاصة الأنصار) أن يعودوا إلى الميدان.

فكان لسماع مناشدة الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - المنهزمين -عبر صوت عمه

<<  <  ج: ص:  >  >>