قنواء في حرتيها للبصير بها ... عتق مبين وفي الخدّين تسهيل
تخدى على يسرات وهي لاحقة ... ذوابل مسهن الأرض تحليل
سمر العجايات يتركن الحصى زيما ... لم يقهن رؤس الأكم تنعيل
كأن أولى ذراعيها وقد عرقت ... وقد تلفع بالقور العساقيل
يوما يظل به الحرباء مصطخدا ... كأن ضاحيه بالشمس مملول
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت ... ورق الجنادب يركضن الحصاقيلوا
شد النهار ذراعا عيطل نصف ... قامت فجاوبها نكد مثاكيل
نواحة رخوة الضبعين ليس لها ... لما نعى بكرها الناعون معقول
تفرى اللبّان بكفيها ومدرعها ... مشقق عن تراقيها رعابيل
* * *
تسعى الغوات جابيها وقولهمو ... إنك يابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله ... لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلى لا أبا لكمو ... فكل ما قدّر الرحمن مفعول
* * *
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لمّا أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشُفٌ ... عند اللقاء ولا ميل معازيل
شمّ العرانين أبطال لبوسهمو ... من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق ... كأنها حلق القفعاء مجدول
ليسوا مفارج إن نالت رماحهمو ... قوما وليسوا مجازيع إذا نيلوا
يمشون مشى الجمال الزُّهر يعصمهم ... ضرب إذا عرد السود التنابيل
لا يقع الطعن إلّا في نحورهمو ... وما لهم عن حياض الموت تهليل
وكان كعب في قصيدته هذه قد غمز الأنصار لموقف صاحبهم الذي طلب