للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحت لواء العقيدة الصحيحة، يكون ضعيفًا هو الذي حدث فعلًا في بدر، ويحدث غالبًا في كثير من المعارك حتى يومنا.

٤ - الأُسلوب الجديد في القتال.

لقد دخل المسلمون معركة بدر بأُسلوب جديد يعرفه العرب في تاريخهم، وقد فاجأ النبي أعداءه في بدر بهذا الأسلوب، فكان لهذه المفاجأة أثر كبير في انتصار المسلمين، ويمكن تلخيص هذا الأسلوب المبتكر فيما يلي:

١ - القيادة ... قال السيد اللواء الركن محمود شيت خطاب (١) في كتابه (الرسول القائد): كان النھبي - صلى الله عليه وسلم - هـہوالقائد الأعلى للجيش، وكان المسلمون يعملون في المعركة، كَيَدٍ واحدة تحت قيادة واحدة، يوجههم في الوقت الحاسم للقيام بعمل حاسم، وهذا هو واجب القائد الكفء.

وكان ضبط المسلمين تجاه تنفيذ أوامره مثالًا رائعًا للضبط الحقيق المتين، وإذا كان الضبط أساس الجندية، وإذا كان الجيش الممتاز


(١) الواء الركن محمود شيت خطاب من كبار ضباط الجيش العراقي، ذو نزعة إسلامية قوية، رجل صلب العود يعتبر مثالا حيًّا للثبات على العقيدة، نال من التعذيب والتنكيل من الشيوعيين في عهد قاسم ما لا يمكن البشر أن يتحمله إلا من كان على مستواه في متانة العقيدة وقوة الإيمان، والسبب في تعذيبه أنه مسلم يكفر بالشيوعية وكل مبدأ يخالف الإسلام، ظل صامدًا في وجه الشيوعية والديكتاتورية رافضًا التعاون مع قاسم طيلة حكمه حتى ثورة أربعة عشر رمضان التي كان أحد العاملين فيها، وقد شغل أخيرًا منصب وزير البلديات: يعد كتابه (الرسول القائد) من أروع ما خطته الأقلام المسلمة في تاريخ الرسول العسكري، حيث لم يسبقه أحد إلى الطريقة التي سلكها في وصف المعارك التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أثبت للقارئ (بفلسفة عسكرية شيقة) أن محمدًا -بالإضافة إلى كونه نبيًّا مرسلًا- هو أعظم قائد عسكري عرفته البشرية. أكثر الله من أمثال هذا الضابط المؤمن في رجالنا العسكريين.

<<  <  ج: ص:  >  >>