للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الذي يتحلى بضبط ممتاز، فقد كان جيش المسلمين حينذاك جيشًا ممتازًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.

إن معنى الضبط - فيما أرى - هو إطاعة الأوامر وتنفيذها بحرص وأمانة وعن طيبة خاطر.

وقد كان المسلمون ينفذون أوامر قائدهم بحرص شديد وأمانة رائعة وبشوق وطيبة خاطر، ومن حقهم أن يفعلوا ذلك لأن قائدهم يتجلى بصفات القائد المثالى.

ضبط للأعصاب في الشدائد، وشجاعة نادرة في المواقف ومساواة لنفسه مع أصحابه واستشارتهم في كل عمل حاسم.

كما أن النبي قد أنشأ له قيادة جعل مقرها رابية تشرف على ساحة المعركة وجعل لهذا المقر حرسًا بقيادة قائد مسئول (هو سعد بن معاذ).

أما المشركون فلم تكن لهم قيادة عامة، حيث كان أكثر قادة مكة مع جيش المشركين ولكن الذي يظهر أن أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة هما أبرز ما في القادة، وكان يمكن أن يكون أحدهما قائدًا عامًا لجيش مكة , لولا الاختلاف بينهما في وجهات النظر والعداوة العنصرية التي كانت بينهما، ولهذا قاتل جيش مكة قتالا فوضويًا دونما قيادة موجهة أو تنظيم سابق.

٢ - تعبئة جديدة .. قال صاحب كتاب (الرسول القائد) (١).

طبق الرسول في مسير الاقتراب من المدينة إلى بدر، تشكيلًا جديدًا لا يختلف بتاتًا عن التعبئة الحديثة في حرب الصحراء.

كانت له مقدمة وقسم أكبر ومؤخرة، واستفاد من دوريات


(١) ص ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>