للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستطلاع للحصول على المعلومات، وتلك هي الأساليب الصحيحة لتشكيلات مسير الاقتراب في حرب الصحراء.

أما في المعركة فقد قاتل المسلمون بأُسلوب (الصفوف) بينما قاتل المشركون بأُسلوب الكر والفر، ولابد لنا من بيان الفرق بين الأُسلوبين، لمعرفة عامل من أهم عوامل انتصار المسلمين.

القتال بأُسلوب الكر والفر، هو أن يهجم المقاتلون بكل قوتهم على العدو، النشابة منهم (١) والذين يقاتلون بالسيوف ويطعنون بالرماح مشاة وفرسانًا، فإن صعد لهم العدو أو أحسوا بالضعف نكصوا، ثم أعادوا تنظيمهم وكروا، وهكذا يكرون ويفرون حتى يكتب لهم النصر أو الفشل.

والقتال بأُسلوب الصفوف، يكون بترتيب المقاتلين صفين أو ثلاثة أو أكثر، على حسب عددهم، وتكون الصفوف الأمامية من المسلحين بالرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف المتعاقبة الأُخرى من المسلحين بالنبال لتسديدها على المهاجمين من الأعداء.

وتبقى الصفوف في مواضعها بسيطرة قائدها، حتى يفقد زخم المهاجمين (٢) بالكر والفر شدته .. عند ذلك تتقدم الصفوف متعاقبة. للزحف على العدو.

يظهر من ذلك أن أسلوب الصفوف يمتاز على أسلوب الكر والفر بأنه يؤمن الترتيب (بالعمق) فتبقى دائمًا بيد القائد قوة احتياطية يعالج بها المواقف التي ليست بالحسبان، كأن يصد هجومًا مقابلا للعدو أو


(١) النشابة: هم الذين يرمون بالقوس.
(٢) الزخم: الدفع الشديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>