للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان هدف المسلمين هو الدفاع عن عقيدتهم حماية لحرية نشرها، لذلك كانت حرب المشركين حربًا عدوانية وكانت حرب المسلمين حربًا عادلة (١).

وكان المسلمون يؤمنون بعقيدة واحدة أشاعت فيهم الانسجام الفكري والعلمي، أما المشركون فلا عقيدة لم تشيع فيهم هذا الانسجام.

وكانت قيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه المعركة نموذجًا حيًّا للقيادة الواعية المثالية: حصل على المعلومات عن عدوه، وعقد المؤتمرات الحربية وأصدر قرارات سريعة جازمة وتمسك بها، ووضع خطة واضحة دقيقة وأصدر أوامر حاسمة صريحة، وسيطر على أعصابه في أحلك الظروف، وتثبہت بأسباب رفع المعنويات وأبدى شجاعة خارقة.

إن قيادة النبي الكريم في معركة (أُحد) تبهر أنفاس كل مفكر عسكري وقائد إعجابًا بها وتقديرًا لمزاياها ...

لقد اصْطَرعت عبقرية الرسول القائد وعبقرية خالد بن الوليد في (أُحد)، فكانت الغلبة لعبقرية قيادة النبي القائد على عبقرية الصحابي القائد (٢).

فقد كان خالد قائد فرسان المشركين في (أُحد) وكان التفوق العددي إلى جانب المشركين، ومع ذلك استطاع المسلمون بفضل


(١) الحرب العادلة: حرب توجه ضد شعب ارتكب ظلمًا نحو شعب آخر ولم يشأ أن يرفعه، ويشترط فيه أن تكون مطابقة للقواعد الإنسانية وتكون لغرض تحقيق سلم دائم، ووجوب احترام حياة وأملاك الأبرياء وحسن معاملة الأسرى والرهائن، فهي إذًا حرب دفاعية، والحرب العدوانية بعكس ذلك، انظر قوانين الحرب والحياد.
(٢) كان خالد -بعد أن أسلم من أكابر الصحابة الفاتحين، وستأتي ترجمته إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>