قيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدحروا المشركين في الصفحة الأُولى من المعركة حتى أخذ المسلمون ينتهبون معسكر المشركين، مما جعل بعض رماة المسلمين يتركون مواضعهم ظنًّا منهم أن المعركة قد انتهت لصالح المسلمين، فانتهز خالد فرصة انسحاب مؤلاء الرماة لضرب المسلمين من الخلف، فأصبح المسلمون مطوقين من كل جانب بقوات المشركين المتفوقة عليهم تفوقًا ساحقًا، في هذا الموقف الرهيب العصيب بالنسبة للمسلمين. يبرز اصطراع عبقريتى القائدين العظيمين، فينجح الرسول القائد في إنقاذ أصحابه من هلاك أكيد، ويفشل خالد في القضاء على المسلمين، ولولا مخالفة الرماة لأوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصريحة الجازمة في الثبات حتى النهاية في مواضعهم، لاستحال على خالد أن يوفق في ضرب المسلمين من الخلف ولما كان له في هذه المعركة من أثر ملموس.
واصطرعت عبقريتا القائدين العظيمين في (الخندق) وفي (الحديبية) أيضًا، فانتصرت عبقرية الرسول القائد على عبقرية خالد، إذ لم يظهر لخالد فيهما أثر حاسم في الوقت الذي ظهر للرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهما أثران حاسمان، في كل معركة أثر حاسم.
ولست أعرف قائدًا في تاريخ العرب والمسلمين غير الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - يمكن أن يفضل على القائد العبقرى خالد بن الوليد.
تلك هي عوامل انتصار المسلمين تحت قيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حرب عادلة دفاعًا عن حرية نشر الإسلام وتوطيدًا لأركان السلام، تقابلها من جانب المشركين، حرب عدوانية انتهاكًا للمحرمات وطلبًا