الماضي المجيد المشرق في جميع مراحل تكوينهم العقلي والروحي والثقافي والعسكري.
إن نظر الأحفاد (بتمعن وتفهم) في تاريخ الأجداد الملئ بروائع المجد والفخار والزاخر بأخبار البطولة والثبات على العقيدة لهو من أكبر العوامل التي تنشط في نفوس الشباب المسلم عناصر طلب المعالي, وتحفزهم على التخلق بأخلاق أولئك الأساطين البررة (الذين نحّوا القياصرة والأكاسرة عن مقبض قيادات العالم فقادوا الدنيا قيادة حازمة حكيمة عادلة) وتحبّب إليهم التمسك بالمبادئ التي بنى عليها أولئك الأجداد دعائم مجد الأُمة الإِسلامية الذي كان ولا يزال حديث الدنيا.
إننا مرة أُخرى نهيب بالحكام المخلصين لشعوبهم، الصادقين في إيمانهم بدينهم، ونأْمل من قادة الفكر وأساتذة التربية في الأُمة الإسلامية (وخاصة العربية منها) أن يعملوا - جادين - على رفع الحظر الذي وضعه خصوم الإسلام على تدريس التاريخ الإِسلامي تدريسًا يفي بالغرض المطلوب ويحقق الثمرة المرجوة، أيام تسلطهم (فكريًا وسياسيًا) على أكثر أقطار عالمنا الإسلامي.
إن شبابنا المثقف لا يزال (حتى هذه اللحظة) يعاني نقصًا كبيرًا ويحس بفراغ هائل في معلوماته عن التاريخ الإسلامي، وتلك إحدى ركائز الانحراف الذي يشاهد في كثير من المثقفين عصريًا، الذين كان مصدر انحرافهم هذا، افتتانهم بكل ما هو أجنبي.
لقد ارتكبت في حق التاريخ الإِسلامي (منذ بداية هذا القرن) ولا تزال تُرتَكَب حتى هذه اللحظة، جنايتان كبيرتان، ارتكبهما فريقان من أَبناء الأُمة الإسلامية نفسها.