للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فريق جعل من نفسه (باسم العلم) أداة طمس وتشويه للتاريخ الإسلامي, حيث عمل (بحكم منصبه القيادي في المدرسة والجامعة) على حرمان الطالب المسلم من معرفة أي شيء مفيد عن التاريخ الإسلامي بل إن هذا الفريق لم يكتف بهذا العمل التخريبي، فقد حشى أذهان تاريخ أُمتهم، وزحم مخيلاتهم بصور بطولات رجال لا يمتون إلى دينهم أو وطنهم بأية صلة، وبهذا (وكما يريد الأجنبي المستعمر) قطعت الصلة بين الشباب المسلم (المثقف عصريًا) وبين تاريخ دينه القويم وماضي الأماجد من قادة أمته وأبطالها (١).

وفريق وهم الرجعيون (وهذا هو التعبير الصحيح للرجعية) يتكلمون بلغتنا، بل وينتسبون إلى ديننا، أرادوا أن يرجعوا بنا إلى ما قبل بزوغ شمس الإسلام. فتخطوا مروج التاريخ الإسلامي الزاهرة، الفوّاحة بعبير المجد الصحيح وشذا العزة الحقيقية، واجتازوا مناطق إشراقات هذا التاريخ المجيد مغمضين أعينهم، ثم انحدروا إلى زوايا التاريخ المظلمة، حيث امتزجت خزايا أي جهل بحماقات أبي لهب واختلطت مباذل كيلوباترا بخرافات أبي الهول! .

فقد أراد هذا الفريق أن يجعل من نعرات تلك العهود السوداء المظلمة (عهود الجاهلية الأولى) مذهبًا حديثًا أو دينًا جديدًا تسير عليه (في حياتها) أمة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.

لقد تجاهل هذا الفريق (عن قصد وإصرار) التاريخ الإسلامي, وعمل (ما سنحت له الفرصة) على إلغائه ومحوه من ذهن الطالب المسلم،


(١) انظر مقدمة كتابنا - غزوة بدر الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>