واستبعاد مادة هذا التاريخ من جميع وجبات الفكر والثقافة، عند تقديم هذه الوجبات لتغذية عقل الطالب المسلم، ابتداءً من أول فصل في المدرسة حتى آخر مرحلة في الجامعة.
بل إن هذا الفريق لم يكتف بهذا، فقد سطا على التاريخ الإسلامي (كما يسطو اللصوص وقطاع الطرق) فجرَّد جيده من كل ما يزينه من روائع أمجاد المسلمين وأخبار بطولات الفاتحين ويواقيت أفكار العلماء الصالحين، ثم ألقى بها في جيد تاريخ جثة شوهاء، هي العصبية المقيتة والعنصرية الضيقة البغيضة.
فصارت بطولة خالد بن الوليد وشجاعة سعد بن أبي وقاص وفروسية علي بن أبي طالب وعدل عمر بن الخطاب وغيرهم من عظماء الإسلام وقادته (وحي روائع حياة النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم -) يمط لسانه بها هذا الفريق (لا للاستشهاد بها على عظمة الإسلام وأصالة عقيدته وترغيب الناس فيه والدعوة إليه باعتباره المصدر الوحيد الذي كوَّن هؤلاء الأبطال وصنع هؤلاء العظماء الذين حشوا فم التاريخ بذكراهم العاطرة) وإنما لصدّ الناس عن هذا الدين، والدعاية لهذه العصبية الكريهة والعنصرية الضيقة المقيتة، على اعتبار أن ما حققه هؤلاء العظماء والقادة هو جانب مشرق من جوانب تاريخ هذه العصبية المقيتة والعنصرية الضيقة وثمرة من ثمرات جهادها، وباعتبار أن هؤلاء العظماء والقادة هم مؤسسو هذه العصبية اللادينية ومشيدي أركان هذه العنصرية اللاأخلاقية، وتلك لعمر الحق أحط أنواع السرقة والاختلاس.
ودليلنا على ذلك، هو أن هذا الفريق يتجاهل الإسلام ولا يشير إليه, لا من قريب, ولا من بعيد, عندما يمط لسانه ويتشدق بعظمة