للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبطال وقادة الإسلام هؤلاء، بل إن هذا الفريق لتتمعر وجوههم ويعلوها الاكفهرار فيهمهمون همهمة السحرة ويزمزمون زمزمة المشعوذين ويلوون رؤوسهم عندما يجابههم أحد بالقول بأن عليًّا وسعدًا وخالدًا وعمرًا وطارقًا وصلاح الدين وغيرهم من أبطال هذه الأمة وقادتها المظفرين، لم يتربعوا على القمة في تاريخ الخالدين إلا بعد أن اتخذوا من الإسلام دينًا ودولة وخلقًا ومعاملة وسيفًا وكتابًا وفكرًا وسياسة، وأن تجاهل الإسلام وإخراجه من الحساب (عن قصد مبيت) عند الإشادة بهؤلاء الأبطال والقادة هو من العقوق المشين وغمط الحق وتزوير التاريخ، لأن بطولة هؤلاء الأبطال وأمجاد أولئك القادة مرتبطة بالإسلام ارتباط الجسد بالروح، فلولا الإسلام، ما كان لهؤلاء القادة والأبطال ذكر في دنيا المجد والبطولة والفخار.

فقد كان كثير من هؤلاء الأبطال موجودين قبل الإسلام فما هي حصيلتهم من المجد والبطولة والسمو يوم ذاك؟ ؟ .

لا شيء ...

إذن .. فلتخرس تلك الأصوات المحمومة التي تحاول أن تجعل من هؤلاء القادة والعظماء الميامين، أبطالا وطنيين صنعتهم خصائص العنصر ومزايا الدم، متجاهلة دور الإسلام الرئيسي وفعالية زخم عقيدته البناءة في تكوين هؤلاء العظماء والقادة وبناء كل ما سجلوه لهذه الأُمة من مسجد وفخار وذكرى عاطرة.

إن وقوف هذا الفريق (المنتسب إلى الإسلام) من الإسلام وتاريخه هذا الموقف ليس فيه أية خدمة لهذه الأمة أو هذا الوطن.

وإنما فيه الخدمة (كل الخدمة) لخصوم هذه الأمة وأعداء هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>