الوطن، من شيوعيين حاقدين وصليبيين مستعمرين، الذين لا يثلج صدورهم ويغمر نفوسهم بالبهجة والسرور شيء مثل أن يروا أبناء الإسلام (وفي وطن الإسلام) يتولون بأنفسهم محاربة هذا الدين وخنق صوته ومحو معالم تاريخه وإهالة التراب على كنوز هذا التاريخ الغالية الثمينة.
فهذه غاية ما يبتغي هؤلاء الأعداء وأقصى ما يتمنون.
فمحاربة الإسلام ومصادرة تاريخه لمنعه (بأيدى أبنائه) من الظهور في مقررات التدريس في فصل المدرسة ومدرج الكلية، يسهّل لهؤلاء الأعداء (على اختلافهم في المقاصد والغايات) نشر مذاهبهم الهدامة وثقافاتهم المخربة المنحلة بين طلبة هذه الأمة.
لأن الأمة (أية أمة) إذا ألغت شخصيتها، بنفض يدها من عقيدها التي هي مصدر تكوين هذه الشخصية، وتنكرها وتجاهلها لتاريخها الذي يمد هذه الشخصية بطاقات الحيوية والاستقلال الذاتي، فإنها ولا شك تضطر للبحث عن (عقيدة جديدة) لتكوين شخصيتها الجديدة وصيغ هذه الشخصية بلون العقيدة الجديدة, لأن أية أمة لا يمكن أن تكون لها شخصيتها المستقلة إلا في إطار عقيدة تستظل بظلها وتهتف باسمها.
ثم إنه لا بد لهذه الأمة (بعد تنكرها لتاريخها ومحوها لمعالمه) من النظر في تاريخ أبطال وقادة وساسة ومفكرين يكونون مثلها الأعلى وقدوتها في كثير من شؤونها، ولابد - والحال هذه - من أن تتجه إلى خارج محيطها وتفتش في غير تاريخها بحثًا عن هؤلاء القادة والأبطال والساسة والمفكرين.