وقاتل طلحة بن عبيد الله التيمي (١) يوم ذاك دون رسول الله قتال جيش كامل.
ولعل قتال طلحة (يوم انهزم الناس عن النبي) كان أروع وأصدق قتال، فقد روى البيهقي في الدلائل عن أبي الزبير عن جابر، قال: انهزم الناس عن رسول الله يوم أُحد، وبقي معه أحد عشر رجلًا من الأنصار، وطلحة بن عبيدہ الله, وهو يصعد في الجبل فقال النبي:
"ألا أحد لهؤلاء؟ " فقال طلحة: أنا يا رسول الله، فقال: كما كنت يا طلحة، فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله فقاتل عنه وصعد رسول الله ومن بقي معه ثم قتل الأنصاري، فلحقوا رسول الله، فقال: ألا رجل لهولاء؟ فقال طلحة مثل قوله, فقال له رسول الله مثل قوله، فقال رجل من الأنصار فأنا يا رسول الله، فقاتل، وأصحابه يصعدون ثم قتل فلحقوا رسول الله فلم يزل يقول مثل قوله الأول, وطلحة يقول: أنا يا رسول الله, فيحبسه فيستأذنه رجل من الأنصار فيأذن له فيقاتل مثل من كان قبله حتى قتلوا جميعًا، ولم يبق مع الرسول إلا طلحة حتى غشيهم المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من لهولاء؟ ؟ فقال طلحة أنا.
فقاتل قتال جميع من كان قبله.
وقد جرح طلحة البطل (وهو يذود المشركين عن رسول الله) أكثر من سبعين جرحًا.