للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصائب وأشار إلى أن ذلك إنما هو بمثابة اختبار وامتحان تميز به الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق، وتبين به المؤمن القوى من المؤمن الضعيف أيضًا فقال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (١).

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (٢).

كذلك أشار القرآن الكريم إلى الطمأنينة والهدوء الذي أنزله الله عليهم وملأ به قلوبهم فثبتهم بعد عاصفة الغم والارتباك التي اجتاحت نفوسهم بعد النكبة، فقال تعالى:

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ (٣).

وفعلا ثبت في جميع كتب السيرة أن النعاس جاء طائفة من المسلمين بعد الانتكاسة (٤)، فكان هذا النعاس دليل الطمأنينة وعدم الخوف، لأن النعاس لا يأتي الإنسان إلا إذا كان آمنًا مطمئنًا.


(١) آل عمران ١٧٩.
(٢) آل عمران ١٤٢.
(٣) آل عمران: ١٥٤.
(٤) قال الزبير بن العوام رضي الله عنه، لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، حين اشتد علينا الخوف وأرسل علينا النوم فما منا أحد إلا وذقنه في صدره، وعن كعب بن عمرو الأنصاري، قال، لقد رأيتني يومئد (في أربعة عشر من قومي) إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصابنا النعاس أمنة منه (تعالى) ما منهم أحد إلا غط غطيطًا حتى إن الجحف (أي الدرق) تناطح، ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر (من النعاس).

<<  <  ج: ص:  >  >>