للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل قد لا يجرؤ خالد بن الوليد على القيام بحركة الالتفاف التي قام بها، لو أن جمهرة الجيش الإسلامي تابعت مطاردتها لجيش مكة المنهزم ولم تشتغل بجمع الغنائم.

بل قد لا يغادر الرماة مواقعهم في الجبل لو أن إخوانهم المنتصرين لم ينشغلوا بجمع الغنائم، فقد شجع الرماة على مغادرة مواقعهم ما رأوه من كثرة الغنائم التي رأوا إخوانهم يتسابقون لجمعها.

قال صاحب كتاب (الرسول القائد) عند تعرضه لذكر أسباب انتكاسة المسلمين في أُحد:

لم يقم المسلمون بالمطاردة في الصفحة الأولى من المعركة بعد انهزام المشركين بعيدًا عن معسكرهم، بل انشغلوا بالغنائم، ولو أنهم قاموا بالمطاردة (فورًا) بعد انهزام المشركين لقضوا على قوتهم بسهولة، من بعد ذلك يعودون لجمع الغنائم.

وقال اللواءُ الركن (خطاب) في موضع آخر من كتابه المذكور:

وقد أخطأ المسلمون في عدم مطاردتهم للمشركين بعد فرار المشركين من مواضعهم وابتعادهم عن معسكرهم والتفاف المسلمين حول نساء المشركين ومواشيهم وإبلهم في الصفحة الأولى من المعركة، ولو قام المسلمون بالمطاردة إلى مسافة عشرة أميال على الأقل، لأوقعوا بالمشركين خسائر فادحة ولانتهت معركة أُحد إلى نتائج في مصلحة المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>