(هو سلام بن أبي الحقيق) حمل معه عند الجلاء خزينة كبيرة (جلد ثور) مملوءة ذهبًا وفضة، وكان يضرب على هذه الخزينة قائلًا (وكأنه يهدد المسلمين بالغزو): "هذا الذي أعددناه لرفع الأرض وخفضها".
ولقد حاول اليهود (فعلًا) - عن طريق سلطانهم المالى - أن يخفضوا الأرض ويرفعوها، فلم تمضى على إقامتهم في منفاهم الجديد (خيبر) ستة أشهر حتى خرجوا بمخطط جهنمى رهيب، يهدفون من وراء تنفيذه إلى سحق المسلمين في المدينة سحقًا كاملًا ليستعيد بنو إسرائيل (من جديد) سيطرتهم على منطقة يثرب.
فقد رسم اليهود في (خيبر للتخلص من المسلمين في يثرب) مشروع غزو كبير، تقوم به قوة ضاربة متحدة من أقوى القبائل العربية المعادية للإسلام (وخاصة قريش وغطفان).
ولتحقيق هذ المشروع الخطير التي رسمت خطوطه في (خيبر) قام زعماء اليهود وعلى رأسهم (حُيى بن أخطب سيد بنى النضير) بالسفر إلي مختلف الأقاليم العربية في الجزيرة وطافوا على مختلف القبائل واجتمعوا بزعمائها شارحين لهم تفاصيل مشروعهم الكبير ومثيرين فيهم روح العداوة للمسلمين، مستخدمين (في الدرجة الأولى سلاح المال، سلاح اليهود الرئيسى في كل عصر وزمان) الأغراء لزعماء الأعراب وشرائهم بالرشاوى ليستجيبوا لهم، حتى إن هؤلاء اليهود جعلوا لقبائل غطفان النجدية جميع ما أنتجته (خيبر) من ثمار لسنة واحدة مقابل قبول هذه القبائل المشروع اليهودى والموافقة عليه.