ولقد نجح اليهود نجاحًا كبيرًا في مهمتهم، حيث وافقت قريش وغطفان (وهم أقوى وأعظم قبائل الجزيرة) على مشروع اليهود لغزو المدينة.
ولم يعد وفد خيبر من رحلته إلا وهو على رأس عشرة آلاف مقاتل (أربعة آلاف من قريش وأحلافها، وستة آلاف من غطفَان وأحلافها).
وقد أنزل اليهود هذه الجيوش العظيمة بأطراف المدينة .. وأحلام العودة إلى المدينة والسيطرة عليها من جديد تستولى على كل مشاعرهم.
والحق أن عملية الغزو هذه كانت عملية منظمة مركزة مخيفة، فكان كل شيء في الظاهر عند وصول جيوش الأحزاب يوحى بأن أيام الكيان الإسلامى كله أمام هذا الغزو الساحق الرهيب، أصبحت معدودة.
ولم لا؟ .. عشرة آلاف مقاتل من فرسان العرب وشجعانهم مجهزة أحسن تجهيز يساندها رأس المال اليهودى المخيف ويخطط لها الفكر الإسرائيلى الخبيث، تُطبق من كل ناحية على ألف مقاتل من المسلمين، ينقصهم كل شيء إلا الإيمان بالله .. ولكن الله غالب على أمره.