بغية إخضاع واستعمار هذا الشعب العملاق الذي رد المعتدين وسحق الغزاة (عبر القرون) في كل مرة يحاولون فيها إخضاعه واستعماره فصار يضرب به المثل في الصمود ورفض التسلط الأجنبي مهما كان نوعه، حتى صار يطلق على هذا الشعب (من بين جميع الشعوب) اسم محطم الغزاة ومؤدب الطغاة، ومروض الجبابرة .. فلا يعتدى عليه طاغية أو يغزوه طامع إلا وقبر جيشه الغازى وحطم آماله وبدد أطعاعه وجعله وجيوشه (مهما قويت وكثفت) أضحوكة الثقلين وعبرة لمن بعده من الأجيال، وها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه في أرض هذا الشعب العملاق الأبى الشرس.
(٥)
إن الذي لا يعرف الخلق اليهودى، ولم يسبق له معاشرة هذا النوع من البشر الذي هو كالجسم الغريب الضار في جسد البشرية ولم يحط علمًا بحقيقة تاريخه، قد يستعظم ما لاقاه ويلاقيه من كره لدى الشعوب عامة، وقد يستبشع ما ينزل أحيانًا بهذا النوع من نفى وتشريد وتقتيل.
ولكن الخبراء بنفسيات هذا الشعب اليهودى والملمين بحقيقة تاريخه (عبر القرون) يؤكدون بما لا يدع مجالًا للشك أن هذا الشعب هو الشعب الوحيد الذي يظهر كل فرد من أفراده وكأنه قد رسخ في ذهنه وامتزج في دمه أن مهمته في الحياة هي الإفساد والتخريب والتدمير لكل ما هو غير إِسرائيلي، فكل تيارات التدمير الخلقى والانحراف العقائدى وما صاحب ذلك من مجازر فظيعة في العالم وارتكاسات مدمرة في حياة الشعوب