للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت الوجهة الأولى لهذا الوفد مكة المكرمة، حيث وصل إليها وأجرى محادثات مع زعمائها المشركين حول مشروع الغزو المخطط له في خيبر، وقد لقى هذا المشروع كل الترحيب والتأييد من زعماء قريش، ولم يخرج الوفد اليهودي من مكة حتى ضمن تأييد قريش لذلك المشروع العدواني بعد أن اتفق معهم على الميعاد المحدد لهذا الغزو.

وبعد أن نال المشروع اليهودي الموافقة التامة من قِبَل زعماء مكة، اتجه الوفد اليهودى ناحية قبائل نجد من غطفان وفَزارة وأشجع ومُرةً ولدى وصول الوفد إلى ديار هذه القبائل عرض على زعمائها مشروع الغزو الخطير، وبعد محادثات غير قصيرة وافقت هذه القبائل على الاشتراك في تنفيذ مشروع الغزو العدواني الخطير، ولم يعد الوفد اليهودي من رحلته إلى مكة ونجد إلا بعد أن حشد عشرة آلاف مقاتل من قريش وقبائل نجد تحركت كل هذه الآلاف نحو المدينة لغزوها وسحق المسلمين (١) فكانت غزوة الأحزاب الشهيرة التي كانت موضوع كتابنا الثالث من سلسلة (معارك الإسلام الفاصلة) والسابق لهذا الكتاب، الذي هو الكتاب الرابع من هذه السلسلة التاريخية.

وهكذا فغزوة الأحزاب الرهيبة المخيفة تلك، ليست في حد ذاتها إلا غزوة يهودية صرفة خطط لها التفكير الإسرائيلي في خيبر، وقام بتموينها المال اليهودي الذي لا يُنفق (إن أنفق) إلا على إثارة الحروب وشراء الذمم لبسط النفوذ اليهودي.


(١) انظر التفاصيل الكاملة لهذا المخطط اليهودي الخطير وتفاصيل تنقلات هذا الوفد ومحادثاته مع القبائل النجدية والقرشية في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>