الاشتغال بتعليم "الأدب"، وفي الخامسة والعشرين تدريس الفلسفة في جامعة أكس. ورمم كاهناً، وأصبح قسيساً ورئيساً لكاتدرائية دين. وفي تلك الأثناء كان قد فرغ من تأليف كتاب يتسم بالانفعال والثورة على أرسطو "تمرينات التناقض". وقد أحرق معظم الكتاب بناء على نصيحة الأصدقاء، ولكن الأجزاء التي نشرها منه في ١٦٢٤ نمت عن تأييده "لفلك" كوبرنيكس، و "ذرية" لوكريشس و "فلسفة" أبيقور. وهنا كانت دعوة صارخة للاستشهاد. ولكن بيير كان شاباً لطيف المعشر، متواضع السلوك مواظباً على واجباته الدينية، إلى درجة يبدو معها أن أحداً لم يفكر في إحراقه. أنه أعلن طوال حياته عن إيمانه بنظرية "الحقيقتين"-أن الفلسفة يمكن أن ترتضي النتائج التي يفرضها العقل بوضوح، على حين أنه في الدين قد يظل المرء يتبع العقيدة والطقوس بحجر واحد.
وبناء على طلب من مرسن صديق ديكارت، قدم بيير عدة اعتراضات قوية على فلسفة ديكارت ويحسن أن نؤجلها، وفي ١٦٤٥ عين أستاذا للرياضيات في "الكلية الملكية" في باريس، ولكنه سرعان ما أصيب بالتهاب رئوي، فعاد إلى جو دين الأكثر دفئاً. وهناك كتب أعظم مؤلفاته، وكلها تدور حول أبيقور:"الحياة السعيدة في نظرية أبيقور"(١٦٤٧) و "حياة اللذة عند أبيقور"(١٦٤٩) وكتاب يقع في ١٦٠٠ صحيفة على نهرين "مبادئ فلسفة أبيقور"(١٦٤٩).
وبينما واصل بيير تثبيت عقيدته الكاثوليكية، شرح لقراء اللاتينية فلسفة كل من أبيقور ولولكريشس-المادية والشرعية وشرعية اللذةأبيقور". أن "العلة الأولى" لكل شيء هي "الله"، ولكن بعد هذه الدفعة الأولى (التي استهل بها كل شيء وجوده) وأصل كل شيء مسيرته أو تقدمه بفعل قواه وقوانينه الفطرية المتأصلة فيه. وكل معرفة تنبع من الحواس، وهي ذات وجود فردي.